(وَ الْوالِداتُ) الواو عاطفة أو استئنافیة و الجملة معطوفة أو
مستأنفة مسوقة لإتمام هذه الأحکام و الوالدات مبتدأ (یُرْضِعْنَ) فعل مضارع مبنی على السکون و النون فاعل (أَوْلادَهُنَّ) مفعول به و الجملة خبر للوالدات (حَوْلَیْنِ) ظرف زمان متعلق بیرضعن (کامِلَیْنِ) صفة لأنه ما یتسامح به، تقول: أقمت عند فلان حولین و لم تستکملهما (لِمَنْ) الجار و المجرور متعلقان بمحذوف خبر لمبتدأ محذوف تقدیره ذلک الحکم لمن و الجملة مستأنفة (أَرادَ أَنْ یُتِمَّ الرَّضاعَةَ) جملة أراد لا محل لها لأنها صلة من، و أن و ما فی حیزها فی تأویل مصدر مفعول به فتکون «من» واقعة على الأم. کأنه قیل: لمن أراد أن یتم الرضاعة من الوالدات. و یجوز أن یعلق الجار و المجرور بیرضعن، فتکون واقعة على الأب، کأنه قیل: لأجل من أراد أن یتم الرضاعة من الآباء (وَ عَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَ کِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) الواو عاطفة و على المولود متعلقان بمحذوف خبر مقدم و له جار و مجرور فی محل رفع على أنه نائب فاعل للمولود لأنه اسم مفعول.
و رزقهن مبتدأ مؤخر و کسوتهن عطف علیه. و بالمعروف متعلقان بمحذوف حال (لا تُکَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَها) الجملة تفسیریة لا محل لها و لا نافیة و تکلف فعل مضارع مبنی للمجهول و نفس نائب فاعل و إلا أداة حصر و وسعها مفعول به ثان. و کلّف بتشدید اللام فعل یتعدى لاثنین، قال عروة:
یکلفنی عمی ثلاثین ناقة و مالی یا عفراء غیر ثمان
فالیاء مفعول أول و ثلاثین مفعول ثان (لا تُضَارَّ والِدَةٌ بِوَلَدِها) لا ناهیة و تضار فعل مضارع مجزوم بلا و علامة جزمه السکون، و نابت الفتحة لخفتها فی المضعف، و الفعل مبنی للمجهول، و قرىء فی السبع برفع تضارّ، على أن «لا» نافیة. و والدة نائب فاعل
و الجار و المجرور متعلقان بتضار و الجملة حالیة (وَ لا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ) عطف على ما تقدم و الباء فیهما للسببیة، أی و أضیف الولد إلیها تارة و إلیه تارة أخرى، بمثابة استعطاف لکل من الوالدین و مناشدتما بأن یتعهداه و یعملا على استصلاحه، فلا یکون سببا لإلحاق الضر بهما، و لذلک جعلها بعض الحذاق من معربی القرآن زائدة و لا داعی لدعوى الزیادة. (وَ عَلَى الْوارِثِ مِثْلُ ذلِکَ) الواو عاطفة و الجار و المجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم و مثل ذلک مبتدأ مؤخر (فَإِنْ أَرادا فِصالًا) الفاء استئنافیة و الجملة مستأنفة مسوقة لاستقصاء الحکم فی هذه المسألة الاجتماعیة. و إن شرطیة و أرادا فعل ماض فی محل جزم فعل الشرط و الألف فاعل و فصالا مفعول به (عَنْ تَراضٍ مِنْهُما وَ تَشاوُرٍ) الجار و المجرور متعلقان بمحذوف صفة لفصالا و منهما صفة لتراض و تشاور عطف على تراض (فَلا جُناحَ عَلَیْهِما) الفاء رابطة لجواب الشرط و لا نافیة للجنس و جناح اسمها و علیهما خبرها و الجملة جواب الشرط (وَ إِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَکُمْ) الواو عاطفة و إن شرطیة و أردتم فعل ماض فی محل جزم فعل الشرط و التاء فاعل و أن و ما فی حیزها فی تأویل مصدر مفعول به لأردتم و أولادکم مفعول به ثان لتسترضعوا و المفعول الأول محذوف و المعنى أن تسترضعوا المراضع أولادکم، نصّ على هذا الاعراب سیبویه و علق الشهاب على البیضاوی بأن أرضع یتعدى الى مفعول واحد، فإن زیدت فیه السین و التاء صار متعدیا لاثنین، و جرى الزمخشری أیضا على ذلک. و قیل إنما یتعدى للثانی بحرف جر، فیکون أولادکم منصوبا بنزع الخافض، و یکون الجار و المجرور موضع المفعول الثانی، قال الزجاج و التقدیر:
أن تسترضعوا لأولادکم غیر الوالدة. (فَلا جُناحَ عَلَیْکُمْ) تقدم إعرابها (إِذا سَلَّمْتُمْ ما آتَیْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ) إذا ظرف لما یستقبل من الزمن
خافض لشرطه منصوب بجوابه المحذوف و جملة سلمتم فی محل جر بالإضافة، و ما اسم موصول فی محل نصب مفعول به، و جملة آتیتم لا محل لها لأنها صلة الموصول، و بالمعروف الجار و المجرور متعلقان بمحذوف حال (وَ اتَّقُوا اللَّهَ) الواو استئنافیة. و جملة «اتقوا اللّه» من الفعل و الفاعل و المفعول به مستأنفة مسوقة للمبالغة فی المحافظة على ما شرع فی أمر الأطفال و المراضع و عدم التفریط بحقوقهم (وَ اعْلَمُوا) عطف على و اتقوا (أَنَّ اللَّهَ بِما تَعْمَلُونَ بَصِیرٌ) أن و ما بعدها سدت مسد مفعولی اعلموا و جملة تعملون صلة ما، و بصیر خبر أ
[ نظرات / امتیازها ]