الْحَجُ
: مبتدأ، و «أَشْهُرٌ»:
الخبر، و التقدیر: الحجّ حجّ أشهر.
و قیل: جعل الأشهر الحج على السعة.
و یجوز أن یکون التقدیر: أشهر الحجّ أشهر.
و على کلا الوجهین لا بدّ من حذف مضاف.
فَمَنْ فَرَضَ: من مبتدأ و یجوز أن تکون شرطا، و أن تکون بمعنى الذی. و الخبر: فلا رفث و ما بعده، و العائد محذوف تقدیره: فلا رفث منه.
و یقرأ: فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ وَ لا جِدالَ- بالفتح فیهنّ على أنّ الجمیع اسم «لا» الأولى، و «لا» مکررة للتوکید فی المعنى، و الخبر فِی الْحَجِّ. و یجوز أن تکون لا المکررة مستأنفة، فیکون فی الحج خبر لا جدال و خبر «لا» الأولى و الثانیة محذوف أی فلا رفث فی الحج، و لا فسوق فی الحج، و استغنی عن ذلک بخبر الأخیرة.
و نظیر ذلک قولهم: زید و عمرو و بشر قائم، فقائم خبر بشر و خبر الأولین محذوف، و هذا فی الظرف أحسن.
و تقرأ بالرفع فیهنّ على أن تکون «لا» غیر عاملة، و یکون ما بعدها مبتدأ و خبرا.
و یجوز أن تکون «لا» عاملة عمل لیس فیکون فی الحج فی موضع نصب.
و قرئ برفع الأولین و تنوینهما و فتح الأخیر و إنما فرّق بینهما لأنّ معنى فلا رفث و لا فسوق: لا ترفثوا و لا تفسقوا، و معنى و لا جدال أی لا شکّ فی فرض الحجّ.
و قیل: لا جدال أی لا تجادلوا و أنتم محرمون.
و الفتح فی الجمیع أقوى لما فیه من نفى العموم.
وَ ما تَفْعَلُوا مِنْ خَیْرٍ: من خیر فیه أوجه، قد ذکرنا ذلک فی قوله: «ما نَنْسَخْ مِنْ آیَةٍ».
و نزید هاهنا وجها آخر و هو أن یکون «من خیر» فی موضع نصب نعتا لمصدر محذوف، تقدیره، و ما تفعلوا فعلا من خیر
[ نظرات / امتیازها ]